خصصت مجلة "الاصلاح" الثقافية الفلسطينية ، التي تصدر عن دار "الاماني" للنشر والتوزيع ومقرها قرية عرعرة، حيزاً من عددها الجديد (الثامن ، المجلد العاشر، تشرين ثاني 2011) لاحياء واستحضار ذكرى الشاعر الفلسطيني الراحل الباقي طه محمد علي .
فتحت عنوان "طه محمد علي شاعر صفورية والناصرة، شاعر الشعب، شاعر الانسانية" يكتب رئيس تحرير المجلة الاستاذ مفيد صيداوي في افتتاحية العدد :" طه محمد علي ليس مجرد شاعر، انه شاعر قضية ، والقضية هي الشاعر" ، ويضيف قائلاً :" رؤيتي الاولى للفقيد طه محمد علي كانت في الناصرة ، عندما كنت امر من شارع الكازانوفا الى السوق القديم ، كنت اراه في متجره ، انظر اليه وكأنني انظر الى هرم كبير من اهرام شعبنا تقديراً لعمله وعصاميته ، وعندما كنت امر مع طلابي في رحله مدرسية كان لا بد من رؤية معالم الناصرة ، واي معلم اروع من "السوق القديم" ولذا كنت اشير لهم ان من يجلس هناك هو شاعر شق طريقه بنفسه، يبيع ويقرأ، يقرأ ويبيع، يتحدث ويقرأ ، يحاور ويقرأ ، القراءة هي المفتاح ، آه كم كنت ارغب في تذويت هذه القضية لطلابنا ، ولا ادري كم منهم استوعب الرسالة ، وكم مر على المنظر والكلام مر الكلام ، لم ابادر للحديث معه، فمن انا بالنسبة له: هكذا كنت الهج مع نفسي".
ثم يختار مقاطع من قصائد الشاعر الراحل طه محمد علي ، يتجلى فيها عشقه وارتباطه والتصاقه ببلده "صفورية" المهجرة .
في حين يكتب الاديب فتحي فوراني مقالاً جميلاً معبراً بعنوان "جامعة الصفوري"طه محمد علي ، من "معطف" هذا الرجل تخرجت اجيال" يتحدث فيه عن طه الاديب والشاعر المجدد والمثقف العصامي الموسوعي والمحدث اللبق ، ويستذكر الماضي الجميل في دكان "طه " الثقافي ، ويستهل مقاله بتوصيف هذا الدكان قائلاً :" في دكان ثقافي قريب من الكازانوفا .. تغص الحيطان بالأثريات والتحف السياحية الخشبية والنحاسية ، جمال محفورة من خشب الزيتون .. اقراص اقراص التيب التي انتجتها عبقرية الابرة و"الصنارة" التي امتازت بها السيدات النصراويات .. وايقونات فنية وتماثيل للرموز الدينية .. السيد المسيح والسيدة مريم العذراء عليهما السلام .. عين العذراء وكتيسة البشارة وصور أخرى للاماكن والرموز المقدسة في المدينة .. نحن في متحف للفنون !
هذا الموقع كان معلماً من معالم المدينة ! نحج اليه .. ونهل عليه بزيارة يومية صارت تقليداً ثم صارت ادماناً ".
كما وتنشر "الاصلاح" نص بيان النعي الذي اصدره رئيس تحريرها الكاتب مفيد صيداوي غداة وفاة الشاعر طه محمد علي.
وفي باب المقالات نقرأ للمربي المتقاعد وجيه عيسى كبها مقالاً عن الشاعر فاروق مواسي ، سادن الكلمة ومخزون الأدب ، وآخر للاديب شاكر فريد حسن عن مجلة "كنعان" الفكرية السياسية والثقافية ، التي بدأ ت بالصدور في الثمانينات عن مركز احياء التراث العربي الفلسطيني ، الذي انشأه المناضل الكبير المرحوم صالح برانسي ، ومقال للمربي احمد نمر مرشد خواجة عن "العبر المستوحاة من فريضة الحج"اضافة الى القسم الرابع من مقال د. حسن عبد الفتاح متاني عن "اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية ".
اما في مجال الشعر والقصة ، فهنالك قصيدة "كعطر الورد انتم" لنادرة شحادة من كفر ياسيف ، وقصة للكاتب والقصصي مصطفى مرار.
هذا وتستضيف "الاصلاح" النائب الدكتور حنا سويد رئيس مركز التخطيط البديل سابقاً والمختص بالدفاع عن الارض والمسكن ، واحد اعضاء الكنيست العرب المهتمين في مجال الدفاع عن المأوى والارض، والاديب ذو الريشتين العربية والعبرية عودة بشارات من يافة الناصرة حول مكتبته الخاصة.
وفي العدد ايضاً زاوية "بستان الكتب " التي تستعرض فيها الاصدارات والمطبوعات التي تصل بريد المجلة ، وغير ذلك من المواد والاخبار الادبية والثقافية المختلفة.